فرانس برس : " صراع الديكة ينتشر في مناطق الأكراد شمال سوريا " ( فيديو )

٠٦ يونيو ٢٠١٨ 3541 المشاهدات
الإعلانات

في مزرعة شمال شرق سورية، يحضّر شيفان محمود بزهوّ ديكه لمباراة صراع الديكة التقليدية التي باتت تلقى انتشارا كبيرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في الشمال السوري.

ويقول شيفان البالغ 39 عاما لوكالة فرانس برس وهو ينظر إلى ديكه "إنه قويّ جدا، كل الناس يهابونه.. صباح اليوم قتل ديكا آخر".

قبل ثماني سنوات، أنشأ شيفان حلبة لمصارعة الديكة بالقرب من مزرعته في مدينة القامشلي، وقد حققت نجاحا لم يكن منتظرا.

ويقول "دخلت هذه الرياضة إلى منطقتنا عن طريق الغجر، أما الرياضة المعروفة لدى الأكراد فهي صراع الحجل".

في غرفة ضيّقة ذات سقف منخفض، مضاءة بنور خافت، يتجمّع عدد من الرجال حول الحلبة، غير آبهين بتأخّر الوقت.

تتشابك سواعد الرجال الحاضرين لالتقاط وقائع المباراة على الهاتف النقال، وهم يشربون الشاي ويدخنون السجائر، فيما يتولّى رجل تسجيل المراهنات على دفتر.

ويقول شيفان "المهتمون بمصارعة الديكة يأتون من كل مناطق روج آفا" وهي التسمية التي يطلقها الأكراد على مناطق سيطرتهم في سورية.

ويقول "لقد أنشأنا هذه الحلبة للترفيه، لكنها صارت مشروعا تجاريا أيضا".

في بعض الأحيان تنظّم المباريات يوميا، لكن المباريات المهمة عادة ما تُترك ليوم الجمعة، وهو يوم الإجازة، وتجذب المراهنين الذين يدفعون ما بين دولارين إلى عشرة دولارات.

تتوالى على مدى ساعات طويلة ديوك على الدخول إلى الحلبة، ويمكن أن تستمر مباراة واحدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة، ويتوقّف ذلك على قوة الديك وعمره.

وتنتهي المباريات عادة بتسديد أحد الديكين ضربة قاتلة لخصمه، أو بفرار أحدهما من الحلبة.

ويقول ريزان فيصل البالغ 38 عاما وهو أحد منظمي هذه المباريات "يضطر أصحاب الديوك أحيانا لدفع 40 ألف ليرة سورية (حوالى 77 دولارا)، في بعض الأحيان تصل المراهنات إلى 500 ألف ليرة".

على مقربة من الحلبة، ترّبّى الديوك في باحة صغيرة، ومعظمها مستوردة من الخارج.

ويقول شيفان "الديوك الأقوى نأتي بها من أضنة في تركيا المجاورة، ونجعلها تتزاوج مع دجاجات من تايلاند، وهي معروفة برشاقتها، ودجاجات من لبنان، وهي معروفة بجمالها"، إضافة إلى دجاج من الهند وباكستان.

يرى شيفان أن هذه اللعبة تشبه ما يجري في بلده سورية، الذي تمزّقه حرب طاحنة منذ سنوات تنخرط فيها قوى محلية وأجنبية.

ويقول "تحوّلت سورية أيضا إلى صراع للديكة (..) الديك الفائز يذهب سعيدا، والديك الخاسر يندب حظّه".

رغم الشعبية الكبيرة لهذه اللعبة، إلا أن المجتمع الكردي المحافظ ينظر إليها نظرة سلبية، لاسيما لكونها مرتبطة بالمراهنات التي يحرّمها الإسلام.

ويقول شاب يدعى عبد الرحمن "لا أريد أن يعرف أحد من أصدقائي أني أحضر مباريات مصارعة الديكة، سيؤدي ذلك للتقليل من احترامي حتى وإن كنت أكتفي بالمشاهدة من دون المراهنة".

أما أحمد شرابي البالغ 25 عاما والآتي من مدينة الدرباسية المجاورة للحدود التركية فلا يخفي تعلقّه بهذه اللعبة.

ويقول لمراسل وكالة فرانس برس "جئت من مدينة الدرباسية لأننا لا نملك حلبة هناك، كنت أملك ديكا سميته "بروسلي" كانت مبارياته لا تتجاوز العشر دقائق ويكون الديك الخصم ميتا" قبل أن يبيعه إلى شخص في العراق. (AFP)

الإعلانات
الإعلانات