قال رئيس بلدية محافظة هاتاي الكبرى "لطفي سافاش" إن السوريين يشكلون ربع عدد سكان المحافظة اليوم، مشيراً إلى أنهم "غير قادرين ولا يرغبون بتحمل موجة لجوء جديدة" في المحافظة.
ونقلت وكالة "دوغان" التركية، الأحد، عن سافاش قوله، بحسب ما ترجم عكس السير: "يبلغ عدد سكان محافظة هاتاي مليون و 600 ألف، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود نحو 315 ألف سوري مسجل في المحافظة، إلا أن عددهم يتجاوز الـ 500 ألف، إذا ما أضفنا إليهم غير المسجلين (غير الحاصلين على إقامة أو كمليك)، أي بين كل 4 أشخاص يعيشون في المدينة يوجد شخص سوري واحد".
وأضاف سافاش: "لقد شهدنا بعض المشاكل النفسية والاجتماعية في البداية، وبعد أن اعتدنا عليها بدأت مؤخراً المشاكل الاقتصادية بالظهور، لأنهم (السوريون) بدؤوا بالعمل بالتجارة بشكل بسيط وذلك وفقاً لامكانياتهم، وفي الوقت الذي أظهروا أنفسهم في مجال الزراعة والحرف اليدوية المختلفة، أصبح العديد من شباننا عاطلين عن العمل، واضطروا للعمل مقابل 150-200 ليرة تركية في الأسبوع، بعد أن كانوا يجنون 500-600 ليرة، ليشهد شبابنا بذلك مشاكل اقتصادية".
وتابع: "في السنوات الـ 5 الأخيرة كنا في انتظار دعم ومساهمة إضافية جراء ارتفاع عدد سكان المحافظة مع وصول السوريين، إلا أننا نتكفل بخدمات 500 ألف سوري ضمن إمكانياتنا المادية، لهذه الأسباب لا يمكننا ولا نريد تحمل موجة لجوء جديدة (قادمة من إدلب)، ومن المهم أن يتم تخمين أعداد المهاجرين، لإقامة مستوطنات جديدة (مخيمات لجوء) بالقرب من الحدود وإيوائهم هناك، لقد اتخذ جيشنا الاحتياطات الكافية هناك (في إدلب)، كانت فكرتنا منذ البداية تتمثل بإنشاء مناطق آمنة بالقرب من الحدود، لتلبية جميع احتياجات الضيوف القادمين (السوريين)، وضمان السلام بعد ذلك مباشرة".
ونوه سافاش إلى وجود 30/40 عاماً من الاختلاف بين الشعبين التركي والسوري فيما يخص الترسبات والتراكمات الثقافية والفكرية، مشيراً إلى أن هذا الأمر بحد ذاته يعتبر مسبباً للمشاكل والاختلافات، مضيفاً: "لقد قدمت المؤسسات المدنية والمنظمات غير الحكومية إلى هاتاي لمساعدة السوريين المقيمين فيها وهذا شيء جميل، لكننا نؤيد وقف تدفق الدم في سوريا لمساعدة أبناء شعبها، فمع إيقاف الدم سيرتفع احتمال عودتهم إلى بلادهم، نود أن تساهم القوى المسيطرة في إيقاف الحرب".
وختم قائلاً: "لن يهنأ العالم أجمع سوى بانتهاء الحرب، لأن الكثير من الأطفال (السوريين) لا يذهبون إلى المدرسة اليوم، ومن لا يحمل منهم قلماً الآن سيحمل سلاحاً في المستقبل".
الجدير بالذكر أن تقديرات وكالات الأنباء التركية تشير إلى احتمالية لجوء 3 ملايين سوري جديد إلى الحدود التركية، جراء القصف العنيف الذي تشهده محافظة إدلب من قبل النظام السوري مدعوماً بالطيران الروسي.