تتناقل مجموعات واتساب تسجيلا صوتيا يقول صاحبه إن الفولترين مسكن سحري يؤدي إلى الموت و"إنه إذا كان لديك رشح أو إنفلونزا لا تسمح لأحد أن يعطيك إبرة فولترين لأنها ستسبب الموت خلال أقل من ساعة" حسب التسجيل المنتشر.
فهل هذا الكلام صحيح؟
قمنا في الجزيرة نت بتقصي المعلومات بهذا التسجيل، ومدى دقتها، ومخاطر الفولترين، في هذا التقرير.
بداية فإن الفولترين اسم تجاري لمسكن ديكلوفيناك الصوديوم، ينتمي لعائلة مضادات الالتهاب غير السترويدية Nonsteroidal anti-inflammatory drugs.
وتستعمل مضادات الالتهاب غير السترويدية مسكنا للألم وخافض حرارة، ومن الأنواع التي تشملها الأسبرين وآيبوبرفين ونابروكسين وكاتافلام.
ومثل جميع الأدوية توجد آثار جانبية، وهناك حالات ينصح بعدم تعاطيها، وفي حالة عائلة مضادات الالتهاب غير السترويدية فإنها تؤثر على القلب والكبد، وقد تسبب زيادة في خطر الإصابة بالأعراض الخطيرة لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية.
كما تزيد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية خطر أعراض هضمية خطيرة بما في ذلك النزف والتقرح وانثقاب المعدة أو الأمعاء، والتي يمكن أن تكون قاتلة. ويمكن أن يحدث هذا في أي وقت أثناء الاستخدام ودون أعراض تحذير.
والمرضى المسنون والذين لديهم تاريخ سابق لمرض القرحة الهضمية أو نزف الجهاز الهضمي يكونون أكثر عرضة لخطر حدوث أحداث خطيرة بالجهاز الهضمي، وهذا وفقا للمعلومات المرفقة بالعلاج. وهناك أيضا محاذير أخرى مثل أمراض الكلى والربو، وللتأكد يجب مراجعة الطبيب.
عام 2005 حذرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من أن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وهنا يجب لفت الانتباه إلى أن الأسبرين لا يشكل خطرا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وهو في الواقع يستخدم عادة لمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ومع ذلك، فإن بحثنا في الجزيرة نت يشير إلى تحذير من احتمالية زيادة خطر الجلطة، ولكن النصيحة المتداولة على واتساب غير دقيقة ومبالغ فيها وخاطئة، إذ تقول بشكل قاطع إن تناول الفولترين يؤدي لجلطة قاتلة، وهذا خطأ.
ووفقا للدكتور جريجوري كورفمان -في مقال منشور بموقع هارفرد هيلث- فإن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية للصداع أو لبضعة أيام لتخفيف آلام الكتف الحاد ليس من المحتمل أن يسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية. أما الاستخدام لفترة أطول يمكن أن يشكل خطرا. مقدما نصائح:
من الأفضل لـ مرضى القلب أن يتجنبوا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إذا كان ذلك ممكنا.
عند أخذ مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من المهم تناول أقل جرعة فعالة، والحد من طول الفترة الزمنية التي تتناول فيها الدواء.
عدم أخذ أكثر من نوع واحد من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في وقت واحد.
ينصح بتجريب بدائل لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسيتامينوفين "الباراسيتامول".
من جهته قال الاستشاري الأول في الأمراض العصبية والجلطات الدماغية في مشفى حمد العام الدكتور ماهر صقور، والأستاذ في جامعة ألبرتا في كندا –في حديث لعيادة الجزيرة- إن الدراسات قالت إن تناول مضادات الالتهاب غير السترويدية من قبل الشخص الذي يتعاطى الأسبرين للقلب يقلل فعالية الأسبرين.
ولدى سؤاله عن النصيحة المتداولة على واتساب قال صقور إن فيها مبالغة حيث لا يوجد شيء يثبت علميا أن مضادات الالتهاب غير السترويدية تؤدي "قطعا" إلى سكتات دماغية، ولكن المثبت علميا أن لديها تداخل مع الأسبرين.
ختاما نؤكد أن المعلومات بهذا التقرير للاسترشاد والمعلومة فقط، ويجب عدم التصرف مع أي علاج سواء بالأخذ أو الإيقاف إلا بعد استشارة طبيبك.
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي,الجزيرة,مواقع إلكترونية