الإعلانات
بعد أحداث مدينة كيمنتس في ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، التي شهدت أعمال شغب وتظاهرات يمينية واعتداءات معادية للأجانب في نهاية آب الماضي، بعد مقتل مواطن ألماني طعناً بسكين خلال شجار بين أشخاص من جنسيات متعددة، والاشتباه في ضلوع طالبي لجوء في الجريمة، تغير المزاج في المدينة وأصبح بعد السكان أكثر عداءاً للأجانب، ما دفع الكثير من اللاجئين إلى التفكير بمغادرة المدينة.
وسلط برنامج "اكس آكت"، الذي بثته قناة وسط ألمانيا "mdr” التلفزيونية، الأربعاء، الضوء على عائلة سورية، قررت الانتقال من كيمنتس إلى مدينة هامبورغ، شمال ألمانيا.
وذكر البرنامج، بحسب ما ترجم عكس السير، أن عائلة الجابر السورية، قررت الانتقال إلى أقاربها في هامبورغ، بعد أن سمع الزوجان شعارات وتهديدات اليمين المتطرف خلال مظارهاته.
وقال محمد الجابر للقناة: "حين يرتكب شخص أجنبي جريمة ما، يشمل الذنب جميع الأجانب الآخرين.. نحن عائلة تحترم جميع القوانين هنا، ومع ذلك نتعرض للإهانات".
وأشار البرنامج إلى أن محمد وزوجته فاطمة درسا الحقوق في سوريا، لكن الأول اضطر إلى البحث عن اي عمل، إلى أن وجد فرصةً لدى شركة "أمازون"، في هامبورغ، من أجل ضمانه وعائلته الحصول على الموافقة اللازمة لانتقاله من مدينة كيمنتس.
وأضاف البرنامج أن عائلة الجابر ليست الوحيدة من بين عوائل أو أفراد اللاجئين، الراغبة بالنتقال من مدينة كيمنتس، فقد قال محمد إن العديد من أصدقائه يرغبون بالانتقال أيضاً، ودلل على كلامه بعرض الإعلانات عن قطع الأثاث التي عروضها، مثله، في صفحات فيسبوك، بنية ترك منازلهم ومغادرة المدينة.
ونوهت القناة إلى أنه ليس الجميع يحصلون على الموافقة من سلطة الأجانب، اللازمة للانتقال من المدينة، وضربت مثلاً على ذلك شابتين سوريتين (18 و20 عاماً) وأمهما، كانت قد نُشرت صورةً ملتقطةً لهم من الخلف وهن يرتدين الحجاب في صفحة حركة "برو كيمنتس" المعادية للأجانب، مع عنوان: "مستقبل كيمنتس، إذا لم نغير شيئًا!"، وما كان من متابعي الصفحة إلا التصفيق للمنشور، والتعليق عليه بعبارات عنصرية أخرى.
والتقت القناة السوريتين وأمهما، فسألتهم عن شعورهم تجاه منشور الحركة العنصرية، فأجابت إحدى الشابتين: "عندما رأيت صورتي، شعرت بحزن شديد، ولم أرغب في الذهاب إلى المدرسة، ثم حاولت إخفاء حجابي.. كان لدي شعور بالاضطهاد، والتمييز ضدي.. أشعر بأنه ليس لدي أية حقوق هنا"، وبدورها أضافت القتاة، أن الشابتين تركتا بالفعل حجابهما بسبب الخوف من التعرض لاعتداءات.
لكن هذا ليس كل شيء، فقد أخبرت الأم القناة بأنها تعرضت للضرب إلى أن فقدت وعيها في محطة للحافلات، بالإضافة إلى ذلك، فدائماً ما وُجهت لها إهانات في الترام، من بينها البصق، مضيفةً أنها وبنتيها قدموا بلاغين للشرطة حول الاعتدءات، دون نتيجة تذكر.
وسجلت جمعية تعنى بتقديم المشورة لضحايا الاعتداءات، 20 عملاً من أعمال العنف ذات دوافع عنصرية، منذ شهر آب الماضي في مدينة كيمنتس، بينما كانت الاعتداءات المماثلة عن كامل العام الماضي 17 اعتداءًا فقط، وأشارت إلى أن الكثير من المتعرضين للاعتداءات العنصرية لا يبلغون عنها.
ومن جانب آخر، عبر رجل سوري (محسن فرح، 61 عاماً) عن رغبته في البقاء في كيمنيتس، فهو يعيش في المدينة منذ 33 عاماً ويدير مطعماً فيها، وهو كان قد درس الرياضيات وحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة كيمنتس، في زمن ما قبل اتحاد الألمانيتين.
بالنسبة له، كانت الحياة بسيطة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية قبل الوحدة)، حيث قال: "الحياة أصبحت أكثر تعقيداً بعد الوحدة، خاصةً بالنسبة لنا نحن الأجانب، ففي ذلك العصر لم نكن نلاحظ وجود اليمينيين.. أعرف أنهم كانوا موجودين، لكنهم لم يكونوا نشطين".
وختمت القناة بقول الستيني إن المجرمين من الأجانب يتشاركون الذنب في الوضع الحالي المتوتر في مدينة كيمنتس، لأن "اليمينيين أو النازيين وجدوا سبباً ليمارسوا نشاطاً أقوى".
الإعلانات