الإعلانات
نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية، تحقيقاً يكشف عن التلاعب بسجلات السلامة الغذائية لأكبر مورد للدجاج للمتاجر في المملكة المتحدة، وخداع المستهلكين ودفعهم لشراء لحوم منتهية الصلاحية.
وأظهر تحقيق الصحيفة الذي أجرته بالتعاون مع شبكة "آي تي في نيوز"، لقطات مسربة تظهر عمالاً من مجموعة "2 Sisters Food Group plant - تو سيسترز فود جروب"، يغيرون تاريخ ذبح الدواجن.
وأشارت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إلى أن هذه المجموعة، تنتج ثلث منتجات الدواجن المستهلكة في المملكة المتحدة، بما في ذلك سلسلة محلات سوبر ماركت "تيسكو"، و "سينسبري" و "ماركس آند سبنسر" و "آلدي" و "ليدل".
وعندما تم الكشف عن الأدلة، استجاب جميع تجار التجزئة الخمسة للفضيحة، وقالوا انهم سيطلقون تحقيقات فورية، علماً أن هذا الكشف يأتي بعد أربع سنوات من فضيحة بيع لحم الخيول تحت مسمى لحوم الأبقار، والتي أسفرت عن صدور أحكام بالسجن.
وقال الخبراء إن تغيير "تواريخ الذبح"، يمكن أن يوسع الحياة التجارية لمنتجات اللحوم بشكل اصطناعي، وذلك من خلال استخدام المنتجين تواريخ غير صحيحة على التعبئة والتغليف.
وأكد العاملون في الشركة الموزعة أنه قد طلب منهم تبديل هذه الملصقات (التواريخ) في مناسبات أخرى.
وقالت الصحيفة إنه من غير القانوني وضع تواريخ غير صحيحة، وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة، والتي تختلف عن التواريخ التي يكتب عليها: (يفضل الاستخدام قبل تاريخ ...).
وأضافت أن التحقيق المشترك الذي ينطوي على أخذ تسجيلات سرية لاثني عشر يوم عمل، داخل مصنع مجموعة "تو سيسترز فود جروب" حصل على الأدلة التالية:
• تتم إعادة تجهيز حصص الدجاج التي عادت من مراكز التوزيع على المتاجر إلى مجموعة "تو سيسترز فود جروب"، ومن هناك يتم إرسالها مرة أخرى إلى المتاجر الكبرى.
• يسقط العمال الدجاج على أرضية مصنع التجهيز، ثم تتم إعادتها إلى خط الإنتاج.
• يتم خلط الدجاج المذبوح في تواريخ مختلفة بالدجاج الذي يتم إنتاجه حديثاً.
وقال العمال إن التواريخ المطبوعة على رزم الدجاج المختلطة تهدف لإظهاره طازجاً وليس قديماً.
وقال البروفيسور كريس إليوت، وهو أكاديمي في مجال سلامة الأغذية من جامعة كوينز بلفاست، والذي قاد المراجعة المستقلة للحكومة البريطانية لنظم الأغذية، بعد فضيحة لحوم الخيول في عام 2013: "على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، أجريت العديد من عمليات التفتيش لشركات الأغذية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، أنا لم أر أبداً معملاً يعمل في ظل هذه المعايير السيئة كما يظهر الأدلة في الفيديو".
وأضاف: "أعتقد أن هذا يدعو تماماً لإجراء تحقيق كامل، نحن بحاجة لمسؤولي الصحة البيئية ووكالة معايير الأغذية، لإجراء تحقيق شامل، (عكس السير دوت كوم)، سوف تأخذ وكالة المعايير الغذائية هذا على محمل الجد، سيتفحصون مبنى الشركة، وسيرون ما إذا كانت هناك أسباب لإغلاقه".
وقالت الشركة إنها لم تعط وقتاً كافياً أو تفاصيل كافية للرد على الادعاءات التي وصفتها بأنها "كاذبة".
وجاء في رسالة من المستشارين القانونين لمجموعة "تو سيسترز فود جروب": "إن سلامة الأغذية والنظافة الصحية، هما من أهم أولويات المجموعة (...) تحقق في الادعاءات المقدمة".
وخلال التحقيق، أجرت صحيفة "غارديان" وشبكة "آي تي في نيوز" مقابلات مع أكثر من 20 عاملاً من الشركة حول المعايير داخلها.
وقال أحد العمال: "لقد غيرت تواريخ الذبح مرات كثيرة عندما كنت أعمل في تلك المنطقة، قد طلب مني مشرفي في العمل أن أفعل ذلك، إذا كنت قد اشتريت الدجاج الطازج في يوم ما، فن الممكن أنه قديم وقد تم تغيير تاريخ إنتاجه".
وفي إحدى المناسبات، التقطت الصحيفة صوراً لعمال يغيرون "تاريخ ذبح" المئات من منتجات الدجاج خلال يوم واحد، في مصنع في مدينة "ويست بروميتش"، في شهر آب، وأضاف عاملون آخرون أنهم شهدوا تواريخ تم تغييرها لأكثر من يوم واحد.
وفي حديثه عن كيفية إرجاع الدجاج عن طريق مراكز التوزيع، قال عامل ثالث من الشركة: "يعيدون اللحوم إلى خط الإنتاج ليعاد تقديمها على أنها حديثة وطازجة".
وذكرت الصحيفة أن محلات السوبر ماركت تعيد بضائع الدجاج إلى الموردين، لمجموعة متنوعة من الأسباب التي يمكن أن تشمل أخطاء في التعبئة والتغليف، ولا يعني أن إرجاعها أنها غير مناسبة للأكل، ومع ذلك، فإن خلط اللحوم القديمة مع الطازجة يجب أن يرفق بتأريخ مطابق للحم الأقدم وليس الأحدث.
وأضاف عامل رابع: "أحاول أن أجعلهم يغيرون تاريخ الاستخدام ليعكسوا تاريخ الذبح القديم، ولكن ذلك لا يحدث، ويقومون بدلاً من ذلك بالخلط".
وتظهر اللقطات الدجاج الذي تم تجهيزه وتعبئته لمحلات "ليدل"، معاداً فتحه وخلطه مع قطع أخرى من الدواجن، وفي نهاية خط الإنتاج يكتب عليه أنه من "مزارع تيسكو ويللو"، وأن الدجاج قد تمت تربيته حصراً في "مزارع تيسكو".
وقال القسم القانوني في مجموعة "تو سيسترز فود جروب"، إن العلامة التجارية لمزارع ويللو هي حصرياً لتيسكو، ولكن المواد الخام ليست كذلك، "إن شركتنا تلبي مواصفات المواد الخام للعلامة التجارية لمزارع ويللو".
وأظهرت صحيفة "غارديان" وشبكة "آي تي في نيوز" لقطات سرية لأربعة مفتشين حكوميين للحوم، تكلموا شرط عدم ذكر أسمائهم، وقالوا إنهم يعتقدون أن المقاطع المصورة أظهرت انتهاكات محتملة لقواعد الغذاء.
وأضاف خبراء قانون الغذاء أيضاً، أن الفيديو هو دليل ظاهري على أن الشركة من المحتمل أنها قد ارتكبت جرائم.
وقال ريتشارد هايد، خبير في قانون الأغذية في جامعة نوتنغهام: "إذا تم وضع تاريخ الاستخدام بشكل غير صحيح فهذا خرق للقانون، إذا تم توزيع منتجات الطعام في السوق، ولا تحتوي معلومات تتبع صحيحة، فهذه جريمة جنائية، هناك عدة جرائم محتملة يجب على السلطات النظر فيها، لتقرر ما إذا كان هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات".
وقالت الصحيفة إن مجموعة " تو سيسترز فود جروب"، هي ثاني أكبر شركة للمواد الغذائية في المملكة المتحدة، من حيث حجم المبيعات، وتدعي معالجة حوالي 6 ملايين دجاجة كل أسبوع، وهي مملوكة من قبل المليونير رانجيت سينغ بوباران وزوجته بجيندير كور بوباران.
وقالت المتاجر الكبرى التي زودتها مجموعة "تو سيسترز فود جروب" بالمنتجات، إنها أخذت معايير الجودة والسلامة على محمل الجد، وتجري التحقيقات اللازمة حول القضية.
وقال متحدث باسم سلسة تيسكو: "نعمل على أعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية، ونقوم بإجراء عمليات تدقيق منتظمة خاصة بنا، على جميع موريدينا، لضمان الحفاظ على هذه المعايير، وعلى هذا النحو، نأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد، وسنجري تحقيقات صارمة"، أما المتحدث باسم سلسة ليدل: "تأخذ ليدل (فرع المملكة المتحدة) مسألة سلامة الأغذية على محمل الجد، وعلى هذا النحو، نقوم بإجراء عمليات تدقيق مستقلة لضمان تلبية معايير الجودة العالية والسلامة الخاصة بنا، ولذلك، نشعر بخيبة أمل كبيرة لما شاهدناه، وسوف نقوم بالتحقيق العاجل في هذه المسألة مع المورد".
الإعلانات