كشف تحقيق أجرته القناة الأولى الألمانية، حقائق سوداوية تقف خلف إنتاج البيض العضوي "الممتاز"، في ألمانيا، وتلاعباً كبيراُ في الشروط التي يجب مراعاتها أثناء إنتاج هذا النوع من البيض.
صحيفة بيلد الألمانية كتبت مقالاً عن الوثائقي الجديد، اليوم الخميس، بحسب ما ترجم عكس السير، قالت فيه إن الاتحاد الأوربي أصدر عام 2004، قراراً بوضع كود على كل بيضة يتضمن نوع البيض وكيفية تصنيعه، بالإضافة إلى الدولة المنتجة، حيث أن الكود الذي يبدأ بالرقم صفر يعني أن البيض عضوي، أي جودته عالية جداً.
المفاجأة في الموضوع تكمن بأن حقيقة الجودة تكون فقط في الأرقام وليس بشكل عملي، حيث أن الوضع في الحظائر لا يتماشى نهائياً مع الأحكام والقوانين، بالإضافة إلى الأمور التي يجب مراعتها لتحقيق الجودة المناسبة، وغالباً ما يتم الحديث عن إنتاج ضخم و تعذيب للحيوانات.
حقيقة أخرى تم الشكف عنها، تفيد بأن البيض المنتج في ألمانيا ليس كذلك على أرض الواقع، حيث أن الكثير منه يتم إنتاجه في هولندا عند المناطق الحدودية.
وبحسب ما أفادت الصور والفيديوهات الملتقطة في عدة حظائر، فإن المواصفات القياسية لإنتاج البيض العضوي غير مراعاة بتاتاً، حيث أن مكاناً بمساحة متر مربع واحد، يكفي على الأكثر لتسعة دجاجات فقط فيما يجب تخصيص أربعة أمتار مربعة لحرية حركة الدجاجة الواحدة، إلا أن الواقع غير ذلك، حيث تظهر الصور والفيديوهات الدجاج مكتظاً في تلك الحظائر، ويعيش في ظروف سيئة، وبين حيوانات ميتة فيما كانت الأرض ممتلئة بمخلفاته.
وتلك الحظائر معظمعها مسور بسور حديدي يكون في بعض الأحيان موصولاً بالكهرباء، لحجز حرية الحيوانات، الأمر الذي لا يتماشى مع ما يتم نشره عن طبيعة إنتاج البيض.
العديد من خبراء الإنتاج والمواد الغذائية وجمعيات حقوق الحيوان، طالبوا بإجراءات حازمة أكثر ضد تلك الحظائر واتخاذ إجراءات لوقف تلك الأمور وإصلاحها، والأهم من ذلك عدم الكذب فيما يتعلق بالجودة.
وتعرض البرنامج الوثائقي أيضاً للجانب الآخر كمثال عن مراعاة الجودة، ففي ولاية شلسفيغ هولشتاين، تقوم إحدى الحظائر التي تورد لسلسة ألدي، بنقل الدجاجات يومياً إلى أماكن مختلفة للمرعى لتحقيق أفضل النتائج.
ويؤدي هذا لارتفاع في الكلفة وسعر البيضة، حيث يكون سعر البيضة الواحدة 35 سنتاً مقارنة مع حظائر أخرى تقوم ببيع نفس البيضة "بنفس الجودة نظرياً" بسعر 26 سنتاً.
يذكر أن البرنامج عرض مساء الإثنين الماضي، على القناة الألمانية الأولى تحت عنوان: "كذبة البيض.. كيف تقوم المصانع بخداع المستهلكين".