الإعلانات
وصل مساء الثلاثاء، إلى العاصمة دمشق، اللاعب "فراس الخطيب"، في خطوة مفاجئة، استكملت عودته إلى "حضن الوطن"، بعد غياب لسنوات أنهاه بارتداء قميص "المنتخب" مجدداً.
ونشرت صفحة في موقع فيسبوك، اسمها "لطفي برس"، مقطعاً مصوراً يظهر لحظة وصول الخطيب، واستقباله من قبل مدير "المنتخب"، فادي دباس، وإجلاسه أسفل صورة بشار الأسد.
وكان فراس الخطيب من أوائل الرياضيين الذين أعلنوا مساندتهم للثورة السورية، كما أنه أكد في تموز من العام 2012 أنه لن يلعب للمنتخب السوري في ظل استمرار قصف النظام للسوريين.
ومنذ ذلك التصريح، لم يخرج الخطيب، الذي كان جهاد قصاب، زميله في فريق الكرامة، واحداً من أحدث ضحايا التعذيب في سجون بشار الأسد، بأي تصريح علني داعم للثورة أو مندد بالنظام، قبل أن يعود قبل بضعة أشهر ويعلن قبوله "تمثيل المنتخب"، فهو "شرف" لكل لاعب، على حد تعبيره، بالتزامن مع حديث الإعلام الموالي عن قيام السلطات الرياضية العسكرية بـ "تسوية وضعه".
وكان الخطيب، صرح في أيار الماضي لشبكة ESPN الأمريكية، قبيل عودته للمنتخب، قائلاً: "أنا خائف. نعم أنا خائف. ففي سوريا اليوم لو تكلمت فإنَّ شخصاً ما سوف يقتلك، بسبب كلامك، بسبب أفكارك. لا بسبب أفعالك"، وأضاف: "كل يوم أفكر في هذا القرار (قرار العودة) ربما لساعةٍ أو ساعتين قبل النوم".
وعرض الخطيب للشبكة مئات الرسائل التي يستقبلها على صفحته في فيسبوك، حتى بعض أقرب أصدقائه مستعدون للانقلاب عليه، بسبب قرار عودته للعب في "المنتخب"، فقد قال أحد اللاعبين الذين تربوا معه، وهو اللاعب نهاد سعد الدين، إن الخطيب لو عاد إلى سوريا فسوف "يرمى في سلة قاذورات التاريخ مع كل من دعم المجرم بشار الأسد".
وقال الخطيب: "هناك الكثير من القتلة في سوريا الآن، لا مجرد واحد أو اثنين. وأنا أكرههم جميعاً"، وأضاف حينها تعليقاً على تبعات قراره: "أياً كان ما سيحدث، فسوف يحبني 12 مليوناً، بينما سيريد الـ12 مليوناً الآخرين قتلي".
وشأنها شأن أي مؤسسة يفترض أنها "مؤسسة دولة"، حول نظام بشار الأسد ووالده الرياضة في سوريا (الاتحاد الرياضي العام)، لمافيات منظمة يديرها عدد من ضباط الجيش، عملوا على تدميرها وجعلها مرتعاً للفساد والاسترزاق والمحسوبيات و"تطفيش" الكفاءات.
ورئيس الاتحاد الرياضي العام هو "موفق جمعة"، اللواء في الجيش، الذي لا يعرف عن الرياضة -ككل المسؤولين عنها في سوريا- أكثر من الجملة التي قالها كبيرهم الذي علمهم السحر، حافظ الأسد، "إني أرى في الرياضة حياة"، والتي طبعت على جدران كافة المرافق الرياضية في سوريا، بدءاً من زنزانة الرياضة في المدارس، وصولاً إلى الملاعب الكبرى، وكأن "راعي الرياضة والرياضيين" قدم من خلالها خلطة سحرية للفوز والتفوق.
وحول النظام ملاعب كرة القدم في سوريا إلى معتقلات ومستودعات لوضع الدبابات والمدافع، كما عمل على استغلال كل الأحداث الرياضية والمنتخبات التي يفترض بها أن تمثل البلد وتكون بعيدة عن السياسة، في الترويج لبشار وجيشه والمؤامرة المزعومة التي يتعرض لها.
ورغم كل هذا الاستغلال والمتاجرة والإجرام بحق الرياضة والرياضيين، وإهداء المسؤولين لأي انتصار مهما صغر لـ "سيادة الرئيس والجيش"، وتوجيه الجماهير للهتاف لهما، في الدوريات المحلية، ما زال القليل من المتابعين المعارضين يحتفظون بشعرة معاوية مع "المنتخب" على اعتبار أن هناك لاعبين "معارضين" مجبرين على المشاركة فيه لأسباب مختلفة، كما أن إنجازاته ستحسب لسوريا وليس للنظام، على حد تعبيرهم.
الجدير بالذكر أنه على بعد القليل من الكيلومترات عن المكان الذي حطت فيه طائرة فراس الخطيب، كانت طائرات ومدافع بشار الأسد تقصف أطفال عين ترما وتدمر داراً للأيتام في جوبر، المدافع والطائرات ذاتها التي قرر الخطيب عدم تمثيل المنتخب بسببها، قبل سنوات.
الإعلانات