الإعلانات
نشرت إذاعة غرب ألمانيا "WDR"، تقريراً عن لاجئ سوري، شق طريقه في ألمانيا من الصفر، حيث بدأ بتعلم القراءة والكتابة باللغتين، العربية والألمانية، على الرغم من أنه بلغ من العمر 35 عاماً.
وفي التقرير المصور، الذي نشر يوم السبت، قالت الإذاعة إن على جابر أن يتعلم الآن ما يتعلمه التلاميذ في الصف الأول، من التعرف على الحروف الأبجدية والكتابة، حيث لم يسبق له أن التحق بمدرسة في سوريا.
اللاجئ الذي يعيش منذ سنتين في ألمانيا، اختلفت حياته تماماً عما كانت عليه في سوريا، وعن ذلك قال: "أنهيت المرحلة الأولى، والآن سأبدأ بالمرحلة الثانية، بدأت تعلم القراءة باللغتين العربية والألمانية، عنما جئت إلى ألمانيا كنت يائساً تماماً، ولكن لا شيء مستحيل في الحياة، طبعاً هذا ما تعلمته من الألمان".
وأضاف جابر: "كنت أمياً في سوريا، لكن جئت إلى بلد متطور، ممارسات الحياة مفتوحة لك، تابع الحياة، الحياة تفتح لك"، وهو ما حدث له تماماً، إذ وجد وظيفة له، حيث يعمل في مزرعة مرة في الأسبوع، بالإضافة لدورات اللغة.
ومن المهم بالنسبة له أن يتمكن من كسب قوت عيشه، بعيداً عن مساعدات مكتب العمل (جوب سنتر).
وقال جابر: "أشعر بالراحة بالعمل لدى هذه العائلة، أنا اعتبر أنه لدي منزلان، منزلي الذي أعيش فيه، ومنزل عائلة إيكاي التي أعمل لديها".
وأضاف: "لدي زميلان، هما أندرياس وميشائيل، في البداية كنت أجد صعوبة بالغة في العمل بسبب اللغة، لكنهما ساعداني كثيراً".
في سوريا، كان جابر يعيش في مزرعة، وهو ما يجعل عمله يذكره ببلده، فعمل جابر في مزرعة عائلة إيكاي لا يختلف كثيراً عما كان يقوم به في بلده، باستثناء الآلات الحديثة.
لم يتقن جابر استعمال الآلات الحديثة فحسب، بل تمكن من التلاؤم مع طريقة التفكير الألمانية، وهو ما تراه ربة عمله كارين إيكاي، التي قالت إن "جابر جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه، ويمتلك الكثير من المبادئ الألمانية، مثل الالتزام بالمواعيد وكسب ثقة الآخرين، وهي مواصفات تستحق المكافأة".
وأضافت: "إلى جانب عمله، يواظب جابر على حضور دورة الاندماج، وعندما ينتهي من الدورة تماماً، سنطلب من وكالة التوظيف أن يتم توظيفه بدوام كامل لدينا".
بعد العمل، مشهد من الحياة اليومية لم يكن يخطر على بال جابر تحققه قبل عام، حيث بات يتمكن من اصطحاب أطفاله إلى المدرسة بالسيارة، لكن الجهود التي بذلها آتت أكلها.
وقبل شهرين نجح في الاختبار النظري لرخصة القيادة، وذلك باللغة الألمانية.
وقال جابر: "أتاحت الدولة الألمانية في الشهر العاشر من العام الماضي إمكانية تقديم الامتحان باللغة العربية، لكن القراءة باللغة العربية صعبة جداً بالنسبة لي".
لم يكن لديه خيار آخر سوى أن يقدم الامتحان باللغة الألمانية، وبفضل اليوتيوب وبمساعدة أصدقائه، أعد جابر نفسه للإجابة على أسئلة الامتحان النظري، لكن القسم العملي كان مختلفاً تماماً.
وأضاف: "صحيح أنني في سوريا كنت أقود سيارة، لكن القيادة في سوريا مختلفة عن هنا، فهنا الأفضلية لليمين وينبغي حفظ جميع إشارات المرور".
رغم كل العقبات لم يستلم جابر، وهو يعرف تماماً أنه لم يكن لينجح في ذلك بمفرده، وقال: "أشكر جميع الأساتذة على الجهد الكبير الذي بذلوه، لقد تعبوا كثيراً، ويتجلى هذا التعب في تربية طالب صف أول بالمدرسة، لكنه كبير في العمر".
الإعلانات