نجح عشريني تركي، في الاحتيال على عشرات الآلاف من الأتراك، بمئات ملايين الليرات التركية، والفرار بها إلى خارج البلاد، فيما وصفتها وسائل إعلام تركية، بقضية الاحتيال الأكبر، في تاريخ تركيا الحديث.
وقالت قناة "NTV" التركية، الجمعة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن محمد أيدن، البالغ من العمر 27 عاماً، والمنحدر من قبرص التركية، نجح في غضون عامين، بإقناع عشرات الآلاف، في الانضمام إليه، واستثمار أموالهم، في موقعه الالكتروني، الذي أطلق عليه اسم "بنك المزرعة"، واعداً إياهم بأرباح خيالية.
وأضافت أن "أيدن"، والذي كان يعمل قبل خمسة أعوام بغسيل الصحون في أحد المطاعم، قام خلال فترة قصيرة بشراء قطعة أرض، بمساحة 2300 ديكار، في محافظة قونيا، ليبدأ بناء امبراطوريته عليها.
وتابعت أن المحتال الشاب، التزم بوعوده في البداية، وقدم لمستثمريه أرباحاً غير منطقية، لم يتمكن أي مشروع آخر في تركيا من توفيرها، ما ذاع صيته، وأكسبه شعبية وشهرة كبيرتين، ساعدت في كسب ثقة أشخاص ذو مكانة رفيعة، في مقاطعة "توزلوكجو"، لعل أبرزهم رئيس بلدية المقاطعة، الذي لم ينج هو الآخر، ونال نصيبه من الاحتيال.
وعلى الرغم من العقبات التي كان تمر بها عملية احتيال "أيدن"، إلا أنه في كل مرة نجح بتخطيها، وكسب المزيد من القاعدة الشعبية، إذ أصبحت الفئات العمرية المختلفة، تتناقل اسمه فيما بينها، وتحلم باستثمار أموالها لديه، وبعد أن وصل عدد ضحاياه إلى قرابة 80 ألف شخص، نجح بجمع ما يزيد عن 500 مليون ليرة تركية منهم، وفر هارباً إلى الأورغواي، بعد أن تمكن من الحصول على جنسيتها سراً، وتحويل النقود إلى حسابات بنكية هناك.
وألقت الشرطة التركية، عقب تكرار شكاوي الضحايا، القبض على 3 موظفين سابقين، في شركة أيدن، وعلى ضوء نتائج التحقيق معهم، توسعت الدائرة الأمنية، وطالت أكثر من عشرين شخص آخر، أما "سيلا" زوجة المحتال، والبالغة من العمر 20 عاماً، فقامت بتسليم نفسها للسلطات، عقب فرار زوجها.
الجدير بالذكر أن "أيدن"، والذي كان يحلم بأن يصبح مغني راب، لم تكن هذه تجربته الأولى في الاحتيال، إذ تبين أنه نجح بالاحتيال على عدد بسيط من الأتراك، وباعهم عبر الانترنت، نظارات ادعى أنها تمكنهم من رؤية الآخرين، دون ثياب.