بعد أن أدرك أنه على وشك الوقوع في قبضة داعش، قرر البريطاني راين لوك (20 عاما) أن ينهي حياته كي لا يكون فريسة في أيدي التنظيم المتشدد.
لوك ترك عائلته ووظيفته في بريطانيا ليحارب داعش في سورية. وفي معركة النهاية، حوصر إثر إصابته في الساق خلال إحدى المعارك، فأطلق الرصاصة الأخيرة التي أنهت حياته، لأنه كان يفضل الموت على الوقوع في براثن التنظيم.
كان راين شخصا هادئا، ولم يعرف عنه أنه مثير للمتاعب. عمل طباخا في مطعم والده ثم انتقل للعمل في قاعدة بحرية بريطانية، وفي أوقات الفراغ بالقاعدة كان يمارس الرياضة ويتسلى بالألعاب الإلكترونية.
تقول أمه كاثرين إنه لم يكن منشغلا كثيرا بأمور السياسة، لكن قبيل رحيله الأبدي عن بريطانيا كان يتحدث عن حزنه لسقوط قتلى في سورية.
ترك راين أسرته في مدينة هافانت بجنوب بريطانيا ليغادر إلى تركيا في آب/أغسطس، بعد أن أوهمها بأنه سيقضي عطلة برفقة بعض الأصدقاء.
تواصل مع عائلته عبر فيسبوك، وأبلغهم أنه سيعمل طباخا وعاملا طبيا في قوات حماية الشعب الكردية التي تنشط في شمال سورية، وسوف يعود إلى وطنه في غضون ستة أشهر.
لكن الصور التي كان ينشرها البريطاني الشاب في فيسبوك لم تنم على أنه مجرد طباخ أو عامل طبي، ففي بعض الصور كان يظهر مسلحا.
في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أصيب في قصف لطائرات الجيش التركي، ونشر صورة له تظهر إصابته في وجهه.
اختفى بعد ذلك من الإنترنت، فشعرت أسرته بالقلق، وراحت تبحث عن أي أخبار متعلقة به في مواقع تنظيم داعش، حتى وجدت صورته مقتولا ويبدو فيها مصابا برصاصة في الرأس.
وقالت صحيفة الغارديان إن التحقيق الذي فتح بشأن ظروف مقتله لم يوضح مكان الوفاة، لكن يعتقد أنه قتل في مكان ما قرب مدينة الرقة، معقل داعش.
وكان تقرير سابق قد أشار إلى مقتله في كانون الأول/ديسمبر الماضي خلال معارك استعادة الرقة التي لا تزال جارية حتى الآن.
تسلمت وحدات حماية الشعب الكردية جثمانه وأرسلته إلى بريطانيا، وتم استقباله في مطار هيثرو استقبال الأبطال.
أحد الأشخاص قاتل إلى جانب راين ويدعى أي جاي وودهيد بعث رسالة لأسرته قال فيها إنه "مات صادقا مع نفسه تماما كما عاش صادقا معها"، وأوضح أنه أصيب برصاصة في ساقه في المعركة الأخيرة لكنه ظل يحارب حتى النهاية.
أظهرت التحاليل التي أجريت على جثمان راين في العراق وبريطانيا أن الشاب أطلق النار على نفسه.
ويقول ديفيد هورسلي الذي أشرف على كتابة تقرير الوفاة، "فقدنا بطلا"، ويشير إلى أن راين مات مدافعا عن قضية يؤمن بها. (alhurra)