تسببت اتهامات مدرسة في مدينة لونبورغ، بولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا، بإقدام طفلة سورية على رمي نفسها من الطابق الثالث، ما تسبب بإصابتها إصابات بليغة.
صحيفة "دي بريسه" النمساوية المعروفة (ناطقة بالألمانية)، نقلت، يوم الخميس الماضي (24/8) تفاصيل الحادثة عن صحيفة "لاندستسايتونغ" الألمانية المحلية الصادرة لونبورغ، وجاء فيها أن الطفلة (12 عاماً) التي اتهمت بالتطرف، ألقت بنفسها من إحدى النوافذ ما أدى إلى كسر ساقيها وذراعيها.
وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الفتاة تعيش منذ 3 سنوات في مدينة لونبورغ، وكانت قدمت إلى ألمانيا من حلب، وقد افترض معلموها في المدرسة، بأنها عانت من أحداث فظيعة خلال رحلة لجوئها، وثارت الشكوك حولها خلال العامين الماضيين، إذ كانت لا تشارك في الوظائف، وتضرب زملاءها، ليصل الأمر إلى عقد مؤتمر في صفها، من أجل مناقشة وضعها.
وقبل أيام، وردت -بحسب الصحيفة- شهادات تفيد بأن الطفلة قالت إنها سترتدي الحجاب قريباً، وستذهب لسوريا لتصبح مقاتلة، ووفقاً للسلطات المحلية، فإن للطفلة صلات مع الدوائر الإسلامية في هامبورغ، ولكن لم يعرف أو يسمع عنها أي تعبير متطرف صريح.
وتحدثت المرشدة الاجتماعية ومديرة المدرسة مع الطفلة، التي لم تذكر وسائل الإعلام التي تناقلت التفاصيل اسمها ولم تنشر صورتها، حول تلك الاتهامات، وتم طرح اقتراح طردها من المدرسة، وعندما رافقتها إحدى معلمات المدرسة إلى صفها لجمع متعلقاتها، لكن الطفلة غافلتها، وفتحت إحدى النوافذ ورمت نفسها، ويسيطر الغموض على القضية، وتبقى بقية تفاصيلها وأسئلتها بلا إجابة، إلى حين شفاء الطفلة.
وعرضت صحيفة "لاندستسايتونغ" مطقعاً مصوراً يظهر احتجاجاً يقوده والد الطفلة مع مجموعة من السوريين، جراء ما حصل لابنته، ووفق ما صرح به خلال المقطع، فإنه يدين اتهمات المدرسة لابنته بالتطرف، مشيراً إلى أنه لا توجد أية إشارة لتعاطفها مع "الإسلام الراديكالي"، وأضاف وهو يحمل صورة لابنته، بحسب ما ترجم عكس السير، أنها فتاة عصرية، ولا ترتدي الحجاب، مؤكداً أنها لا تعرف أي كلمة من القرآن.
وقالت متحدثة باسم الشرطة، إنه "وفقاً لمعلوماتنا، لم يرد أي بلاغ مرتبط بتطرف الطفلة"، مشيرة إلى أن والد الطفلة ومجموعة من أقاربها، تظاهروا أمام المدرسة، وطالبوا باجتماع مع إدارة مدارس المقاطعة.
ونقلت "شبيغل أونلاين"، عن المتحدثة قولها، إن الشرطة "سمحت للوالد بالقيام بمظاهرة أمام الدائرة الواقعة في المدينة القديمة"، وقد حمل عشرات المشاركين، صور الطفلة، خلال المظاهرة.
وذكرت إذاعة شمال ألمانيا "NDR" أن عمدة مدينة لونبورغ، أولريش ميدجه، قال إن "التكهنات والشائعات في هذه القضية لن تساعد أي شخص، وأضاف، بحسب ما ترجم عكس السير: "نساند بمشاعرنا العميقة الطفلة المصابة وعائلتها".