الإعلانات
عاد 80 سورياً إلى وطنهم من ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، خلال العام الجاري، ومن ضمنهم عائلة نطفجي الدمشقية، التي تابعت شبكة "NDR” الإعلامية تفاصيل رحلة عودتها وضلت على تواصل معها بعد وصولها إلى سوريا.
وقالت شبكة شمال ألمانيا الإعلامية "NDR"، الأربعاء، بحسب ما ترجم عكس السير، إن قرار العائلة بالعودة إلى الغوطة في دمشق، جاء بعد عامين ونصف من حياتهما في في بلدة غاندريكيسي في ولاية ساكسونيا السفلى، وبعد عمل الأب (عصام نطفجي) لمدة من الزمن كمصفف شعر في في مدينة دلمنهورست القريبة، وبعد دوام زوجته في دورات اللغة الألمانية، وبناته في المدراس.
ووصفت الشبكة مشاعر العائلة قبيل عودتها في منتصف شهر آب الماضي، بالقول إن الابنة الصغيرة (ريناد) كانت تبدو حزينةً لأنها سوف تترك أصدقاء مدرستها التي سوف تفتقدهم.
في مقابل مشاعر الفتاة، جاء قرار الوالدين بالعودة، بعد أن رأيا أنه لا سبيل أمامهما إلا تنفيذه، بعد أن غلبهما الحنين للوطن، وقال عصام نطفجي، وهو يحزم الحقائب: "أنا أيضاً أشعر بالحزن لترك أصدقاء عرفتهم هنا، لكننا عائدون أيضاً لأهلنا ووطننا".
بدورها، عبرت زوجته (سوزان) عن شوقها قبل كل شيء لوالدتها التي تعاني من المرض، وأضافت: "أخيراً سوف أرى أمي وأشقائي، سوف أتنفس هواء وطني مرةً أخرى، وهذا هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي".
أما أقارب وأصدقاء العائلة المقيمين في ألمانيا، فلم يفهموا قرارها بالعودة، والكثيرون نصحوا الأب والأم بعدم تنفيذه، خاصةً وأن عصام قد تعرض سابقاً للخطف مرتين في سوريا، وتعرض والده لإطلاق نار، لكن العائلة سمعت أخباراً من الغوطة تفيد بأنها أصبحت آمنةً، بعد عودتها لسيطرة بشار الأسد".
وبعد وصول عائلة نطفجي إلى بلدهم، عاشوا في الأشهر الثلاثة الأولى عند أقاربهم في العاصمة دمشق، ومنذ أيام قليلة عادوا إلى شقتهم القديمة في الغوطة.
وعندما دخلت الابنة البالغة من العمر 16 عاماً (سيدرا) إلى الشقة مع والدها للمرة الأولى، وجدتها غريبةً عليها، ووصفت ذلك بقولها: "لقد تغيرت الشقة بالكامل، صحيح أنها لم تتعرض للخراب، لكن لا توجد ولا قطعة أثاث".
لقد تعرضت الشقة للسرقة بالكامل (الثلاجة والغسالة والفرن وأثاث غرف النوم وغرف الأطفال)، لكن العائلة سعيدة بأن شقتهم ما تزال قائمة، ولم يتم قصفها كالمباني الأخرى في الغوطة.
وأبدى الأب عصام مخاوفه المالية، حيث قال: "عندما غادرنا الوطن، كان كل شيء مختلفًا، والآن أرى كيف أصبح كل شيء باهظ الثمن بشكل لا يصدق"، وبدأ يتساءل عن كيفية تأمين المال اللازم للمصروف المرتفع، وكيفية عيش حياة اعتيادية.
وفي الوقت الحالي، تداوم الفتيات الأربع مجدداً في مدارسهن، فالأخت الأكبر (سيدرا)، التي كانت من أفضل الطالبات في مدرستها في ألمانيا، تحلم في الحصول على الشهادة الثانوية ودراسة الطب، ومن ثم العودة إلى ألمانيا.
وتعيش أختها الأصغر سناً وقتاً صعباً في مدرستها الحالية، حيث تعاني من صعوبة القراءة باللغة العربية، وهذا ما أزعج والدتها، التي ترى بأن بناتها سوف يفقدن ثقافتهن وتقاليدهن الأصلية، بحسب تعبيرها، مضيفةً: "الفتيات يتغيرن.. كيف يفكرن، وماذا يرتدين، وماذا يأكلن، وكيف يتعلمن.. سوف يفقدن لغتهن الأم، وعلى الرغم من جميع محاولاتي، ما زلن يستخدمن اللغة الألمانية وليس العربية في مذكراتهن".
وختمت الشبكة بالقول إن تذاكر عودة العائلة إلى سورية كانت ذهاباً فقط، ولا سبيل أمام أفرادها العودة بطريقة قانونية إلى ألمانيا، مشيرةً في ذات الوقت إلى استمرار نظرة الأب والأم إلى قرارهما على أنه صحيح، فقد كان حنينهما إلى الوطن أكبر من مخاوف العودة.
الإعلانات