سلطت وسائل إعلام تركية الضوء على شاب سوري تمكن من تعلم اللغة التركية بمفرده، وحصد المركز الأول في الثانوية خلال عامه الثاني في تركيا بالرغم من جميع الظروف الصعبة التي يمر بها.
وقالت صحيفة "حرييت" التركية، الثلاثاء، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الشاب السوري محمد المنحدر من مدينة دمشق، والبالغ من العمر 18 عاماً لجأ بمفرده إلى تركيا حينما كان يبلغ من العمر 15 عاماً فقط، وذلك بعد اختفاء والده قسرياً دون أن يتمكنوا من معرفة مصيره، حيث عمل في عدد من ورشات الحياكة في مدينة اسطنبول، ونجح بعض الأحيان بجني القليل من المال، فيما لم يمنحه أصحاب الورشات أجره أحياناً أخرى.
وأضافت الصحيفة أن محمد تمكن من تعلم اللغة التركية بمفرده مستفيداً من الدروس المجانية المتوفرة عبر الانترنت، ومخالطته للأتراك، تابع الشاب السوري حديثه للصحيفة قائلاً: "لدي شقيقتين إحداهما متزوجة والأخرى طبيبة، بدأت بالعمل في ورشات الحياكة إلا أني أدركت بعد مدة قصيرة بأن ذلك العمل لن يمنحني الفرصة لتحسين وضعي الاجتماعي، قررت حينها تعلم اللغة التركية ومتابعة دراستي".
وأردف محمد: "فور وصولي إلى اسطنبول أقمت في مقاطعة زيتون بورنو حيث يسكن بعض أصدقائي، أقيم اليوم معهم في منزل تملأه الأسرّة، حيث يسكن فيه نحو 10 - 15 شخصاً، الجو غير ملائم للدراسة هنا فالأصوات مرتفعة دوماً، أستيقظ بعض الأحيان باكراً للدراسة بينما يكون الجميع نائمين، وأحياناً أخرى أخرج للدراسة في الحدائق والمكتبات العامة".
وتابعت الصحيفة أن محمد توجه إلى مديرية التعليم في مدينة اسطنبول للاستفسار عن الأوراق اللازمة لاستكمال دراسته الثانوية، وقامت المديرية بتسجيله في إحدى الثانويات التركية فور إتمامه للأوراق، ليتفوق الشاب السوري على زملائه الأتراك ويحصد المركز الأول في الصف العاشر بعلامات كاملة في مادتي الرياضيات والأدب التي يفضلهما.
وأضافت أن الشاب السوري نجح بالعثور على طريقة أخرى لكسب المال غير العمل بورشات الحياكة، وذلك من خلال تعليمه اللغة التركية لأصدقائه والجوار من السوريين، معبراً عن أسفه إزاء اضطراره للحصول على المال منهم بسبب سوء حالته المادية.
وأكملت أن محمد يحلم بأن يلتحق بكلية الطب في جامعة اسطنبول، حيث أضاف قائلاً: "ما من أمل في الوقت الحالي بقدوم عائلتي إلى هنا (تركيا)، حتى وإن تمكنوا من دخول تركيا لن نستطيع تحمل المصاريف، وإن ذهبت أنا إلى سوريا لن أتمكن من العودة، يتوجب علي الانتظار حتى تخرجي من الجامعة، أفكر بالبقاء في تركيا وليس لدي نية بالعودة، من الممكن أن أذهب لإحضار عائلتي مستقبلاً إلى تركيا".
وأردف محمد موجهاً رسالة لأقرانه من الشبان السوريين: "معظم الشبان يائسين جراء تقطع سبل الحياة بهم، أعتقد أن هنالك المزيد من الفرص في هذه الحياة، عليهم أن لا يستسلموا لليأس، فكل شيء يمكن أن يصبح أحسن حالاً".
بدوره عبر "حسن غوندوز" مدير الثانوية التي يدرس بها محمد عن سعادته وفخره لاستقبال مدرسته طالباً بهذا الجد والمثابرة، مضيفاً أنه سيعود بالنفع على تركيا بعد إنهائه لدراسته بحسب اعتقاده.