الإعلانات
تحولت الانتفاضة السلمية ضد بشار الأسد في 2011 إلى حرب شاملة، وعاش محمود ملص وزوجته وأطفاله الثلاثة في العاصمة دمشق، حيث كان محمود يعمل كحلواني، لقد قتل العديد من أقاربه، وأغلق الحي الذي يقيم فيه أمام الغرباء، ولم يكن هناك كهرباء، ولا إنترنت، ولا غاز للطهي، وكانت موارد المياه محدودة، وأصبح الحصول على الطعام مُكلفا للغاية، وبعد أن أغلقت المدارس أبوابها، قررت هذه الأسرة الفرار إلى خارج سوريا.
في البداية، قررت هذه الأسرة الذهاب إلى السويد، وسافرت عبر لبنان ومصر، ومن هناك عبرت البحر الأبيض المتوسط في قارب مكتظ على متنه 150 شخصا، وقضت تسعة أيام في البحر قبل الوصول إلى شواطئ صقلية.
ومن الجزيرة الإيطالية، واصل أعضاء هذه الأسرة رحلتهم إلى الشمال، لكن الشرطة اوقفتهم عند الحدود الإيطالية السويسرية، وأرسلتهم إلى مركز تسجيل طالبي اللجوء في مدينة "باي" Bex الواقعة في غرب سويسرا، حيث وفرت السلطات لهم شقة صغيرة.
بعد دراستها، رفضت السلطات السويسرية طلبات لجوءهم، لكنها أقرّت بأن الوضع غير الآمن في سوريا لا يسمح بإعادتهم إلى هناك، فسُمح لهم بالإقامة المؤقتة ومُنحوا ترخيصا من صنف (ف F).
بذل محمود جهودا مضنية من أجل العثور على عمل، ونظم بالتعاون مع زوجته هناء كاوردي حفلات في مدينة "باي"، حيث أمكن له عرض ما هو قادر على صناعته من الحلويات.
ولاحظ رجل أعمال تونسي مهارات محمود، وكان يجهز لافتتاح مقهى بنكهة شرق أوسطية في مونترو، فقبل محمود العمل معه في نفس المحل.
وفي الوقت الحاضر، يعمل محمود وزوجته في مقهى "دمشق" بدوام جزئي.
جولي هانت - سويس إنفو
الإعلانات