الإعلانات
ترامب ورحلة صيد
الميزة في وقاحة ترامب أنه يقول صراحة ما يقوله ويفعله السياسيون المخضرمون بلغة دبلوماسية.
هو يتحدث في هذا الفيديو عن رحلة صيد... نعم رحلة صيد.... 544 دولة اسلامية بعضها من أغنى امم الأرض وهذا ما يهمه، جاءت طمعاً بموقف حازم ضد ايران والارهاب، اما هو فقد رأى أنهم جاؤوا ليستمعوا لما سيقول، وهو يصرح الآن بوقاحته المعهودة أنه "قال لهم" و"أنهم اخذوا كلامه بجدية". قال "قلت لهم لا يمكنكم الاستمرار بدعم الارهاب"
أي هو يتهم الحكومات الاسلامية صراحة بأنهم كدول يدعمون الإرهاب، هو اتهمهم وعليهم نفي التهمة الآن، وقال أن أردتم أن نكافح الإهاب فعليكم أن تدفعوا، وفعلا دفعوا وأبرموا عقودًا بمئات مليارات الدولارات، وزعها على شركات أمريكية. وهذا هو الصيد الثمين.
ما كان لهذا الصيد أن يتم بدون وجود الإرهاب، الذي أطقلته أمريكا في أفغانستان في ثمانينات القرن العشرين، والآن كي يستمر الصيد وتستمر اللعبة يجب أن يستمر الإرهاب.
وكي تبدو الصفقة ذات معنى للدول المجتمعة، ولهم مصلحة في إرضاء ترامب، فقد صرح الصياد ترامب قبل قدومه للاجتماع عن إرادته بتحجيم إيران، فأرادت الدول المجتمعة وعلى رأسها السعودية رشوته بهذه الصفقات الكبيرة،
لولا وجود إيران ومشاريعها لتصدير الثورات، لما شكلت هذا التهديد الذي يجبر دول الخليج على شراء أسلحة واسترضاء الولايات المتحدة بميارات كثيرة من الدولارات سنويأً. والآن يجب أن يستمر خطر إيران كي يستمر الدفع،
ولكنه حين عاد لا يتحدث سوى عن مكافحة الإرهاب ونسي إيران وتحجيمها، بل قال أن "ملك السعودية أخذ كلامي بكل جدية، والآن هم يقاتلون دول كانت تمول الارهاب"
أي هو أشعل النار في دول مجلس التعاون بدلاً من توحيدها في وجه إيران التي قبض ثمن تحجيمها.
هي رحلة صيد لرجل أعمال أدواته هي : تهمة الإرهاب وخطر ايران.
سمير سيفان - اقتصادي سوري
الإعلانات