الإعلانات
كشفت إسرائيل قبل أيام عن ما قالت إنها تفاصيل المساعدات الإنسانية الضخمة التي قدمتها لسوريا خلال سنوات الحرب.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن إسرائيل قدمت العلاج لأكثر من 3 آلاف شخص في مستشفيات ميدانية على الحدود وفي مستشفيات عامة، معظمها في شمال إسرائيل منذ عام 2013.
وكشف الجيش الإسرائيلي أنه منذ حزيران 2016 كان يعمل بهدوء على عملية "حسن الجوار"، وهي عملية إغاثة إنسانية متعددة الأوجه لإبقاء شبح المجاعة بعيداً عن آلاف السوريين الذين يعيشون على طول الحدود وتوفير العلاج الطبي الأساسي لغير القادرين منهم على الوصول إليه في سوريا بسبب الحرب، بحسب الصحيفة.
في السنة التي مرت منذ إطلاق الحملة، وصل إلى إسرائيل حوالي 600 طفل سوري، برفقة أمهاتهم، للعلاج، وتم إرسال مئات الأطنان من الغذاء والمعدات الطبية والثياب أيضا عبر الحدود إلى سوريا، والتي حملت بوضوح شعارات باللغة العبرية لشركات إسرائيلية.
ووفقاً لأرقام الجيش الإسرائيلي، فقد تضاعفت كمية الغذاء التي يتم إرسالها إلى سوريا، عشرة أضعاف، من بضع عشرات الأطنان بين العامين 2013-2016 إلى 360 طناً ما بين سنة 2016-2017 وحدها.
وازدادت كميات الثياب وحليب الأطفال والإمدادات الطبية ووقود الديزل ومولدات الكهرباء التي يتم تحويلها للسوريين بشكل كبير.
وأضافت الصحيفة: "رأت إسرائيل أيضاً أنه من المناسب إرسال ثماني مركبات وستة بغال".
واكتفى ضابط كبير في اللواء الشمالي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ورفض توفير معطيات محددة حول تكلفة هذه العملية للجيش الإسرائيلي، بالقول إنها “ضخمة”.
ووفقاً للعقيد باراك حيرام، قائد لواء “باشان” التابع للجيش، والمتمركز على الحدود في الجولان، فإنه "بالإضافة إلى تقديم المساعدات لأسباب غذائية واضحة، فإن وجبة الإفطار التي يتم الترحيب من خلالها بالأطفال وأمهامتهم تخدم هدفا أهم، وهو أن تظهر للسوريين بأن الجنود الإسرائيليين ليسوا بوحوش".
وقال حيرام، إلى جانب المقدم الذي يدير عملية “حسن الجوار”، إن السوريين يأتون عادة إلى إسرائيل مع وجهة نظر ترى بإسرائيل “شيطاناً”.
العقيد، الذي طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، قال إن تغيير وجهة النظر هذه هي أحد الأهداف الهامشية لهذه العملية، وشدد على أن الأسباب الانسانية هي العامل المحفز الرئيسي.
وأعرب الضابط عن أمله في أن تساعد هذه المساعدات في زرع “بذور السلام” وتخفيف مستوى الكراهية التي يشعر بها السوريون تجاه الدولة اليهودية.
وقال قائد عملية “حسن الجوار” إنه كان شاهداً بشكل شخصي على ثمار هذه العملية التي مضى على انطلاقها عام واحد، مشيرا إلى حالات لأمهات شكرنه وقمن بحض الجنديات المشاركات في العملية وقلن له بأنهن لن ينسين على الإطلاق الرعاية التي حصلن عليها.
وفي مقابلات مع مدنيين سوريين نشرها الجيش الإسرائيلي، تحدثوا فيها عن امتنانهم الكبير للمساعدات التي حصلوا عليها من دولة اعتقدوا أنها عدو لهم، أحد المصابين السوريين الذي تم احضاره لإسرائيل لتلقي العلاج قال إن “إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي قامت بشيء من هذا القبيل للسوريين”، وأضاف أن “إسرائيل هي صديقة للشعب السوري، إنها بلد انساني”، بحسب ما نقلت الصحيفة.
ويقول الضباط الإسرائيليون المشاركون في العملية يقولون إن مساعدة الناس هي همهم الرئيسي، لكنهم يقرون بالحاجة للتمييز بين المدنيين المصابين والمقاتلين المصابين، العقيد حيرام لم يحدد كيف ينجح المسؤولون الإسرائيليون بتحديد من هم الأشخاص الذين يصلون إلى السياج الحدودي لتلقي رعاية طبية، لكنه قال إنهم يعملون على ضمان أن لا يتم تقديم العلاج لعناصر من منظمات إرهابية داخل إسرائيل.
لكن حيرام أشار مع ذلك إلى حالة تم فيها إحضار سوري من الموالين للأسد إلى إسرائيل من قبل صديقه بعد أن داس على لغم أرضي بهدف الحصول على الرعاية الطبية، وقال حيرام: "لم يكن السوريون راضين عن (اختطافنا) لمواطن سوري"، وبعد تقديم العلاج للرجل تمت إعادته إلى سوريا.
وينطبق الشيء نفسه على كل سوري يصل إسرائيل لتلقي العلاج، وبحسب قائد عملية “حسن الجوار”، لم يطلب أي من هؤلاء السوريين البقاء في إسرائيل، بل أراد جميعهم “العودة إلى الوطن”.
الإعلانات