الإعلانات
تمكن مراسل هيئة الإذاعة الهولندية من دخول مخيم موريا للاجئين في اليونان، ليكون بذلك أول صحافي يتمكن من الدخول إلى المخيم، منذ سنة ونصف، عندما عقدت تركيا وأوروبا الاتفاق بشأن اللاجئين.
وقالت الهيئة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن السلطات اليونانية لم تكن تسمح بالتصوير داخل المخيم، حتى في نطاق كيلومتر واحد، لكن فريقها دخل إلى المخيم، ليرى ما الذي تخفيه السلطات الأوروبية واليونانية.
وأظهرت الجولة صورة سيئة في المخيم، حيث لا توجد مياه كافية، والمرافق رائحتها سيئة جداً، ولا كهرباء، وقد وضعت الخيام بشكل كثيف في جميع أنحاء المكان، حيث يتواجد الآن في المخيم أكثر من 4 آلاف شخص، بينما هو مخصص رسمياً لنصف هذا العدد.
وبالنسبة لإجراءات اللجوء، فإن الفوضى تحكمها، فالكثير من الأشخاص موجودن هناك منذ أكثر من سنة، ولا يعرفون ما سيحل بهم، هل سيستطيعون الذهاب إلى أوروبا، أو ستتم إعادتهم إلى تركيا.
ويوجد فتحة في السياج، يستطيع من خلالها ساكنوا مخيم موريا في ليسبوس، الخروج والدخول من هذه الفتحة، حيث أن المدخل الرئيسي للمخيم أبعد من هذه الفتحة عن خيامهم، لكن المراقبة شديدة، ويوجد أبراج مراقبة على جميع زوايا المخيم، وتتجول الشرطة بشكل مستمر، حيث يتم رصد كل شخص لا ينتمي للمخيم.
وبحسب مهدي، اللاجئ الأفغاني الذي يتواجد منذ أكثر من عام، بانتظار إجراءات لجوئه، فقد كان يجب على المراسل الانتظار حتى ليلة الأحد، من أجل الدخول إلى المخيم، لأنها الأقل تشديداً في المراقبة.
وقال مهدي للمراسل: "أعرف طريقاً تكون فيه فرصة اكتشاف أمرك قليلة"، وبعد ظهور الشفق تسلل المراسل عبر الفتحة.
وروى مراسل هيئة الإذاعة الهولندية مشاهداته داخل المخيم، وجاء فيها بحسب ما ترجم عكس السير: رأينا خياماً كثيرة متداخلة، طرق صغيرة، أطفال يركضون، قمامة، حاويات سكنية، وبعض الأشجار التي مازالت موجودة .. نصف العالم قد مر من هنا، سألت الأشخاص هناك عشوائياً: من أين أنت؟ وكانت الإجابات: باكستان، بنغلادش، كونغو، سوريا، إيران، سيراليون، العراق، إريتريا .. قال لي مهدي: لا تبق واقفاً.
وأشار إلى مجموعة من الخيام في الطرف الآخر من المدخل الرئيسي، "هناك يوجد الأفغان، تستطيع هناك أن تصور بشكل هادئ"، وقد رأينا أحد الأشخاص بالقرب من الخايم الأفغانية يستحم في الخارج بسرواله الداخلي، حيث يوجد خرطوم ماء متدل، يخرج منه الماء البارد.
وبحسب ذلك الشخص، فإن 200 شخص يستحمون هناً، وتنقطع المياه ساعتين يومياً، معبراً عن قلقه من الاستحمام بهذه المياه الباردة.
وقد أرانا مهدي خيمته، تستطيع الوقوف بداخلها بشكل جيد، ويوجد مروحة، تبلغ مساحة الخيمة خمسة عشر متراً مربعاً، وقال مهدي: ينام هنا ثمانية أشخاص، تمتلئ الأرض إذا كان الجميع نائمين، لكن سيتم إضافة شخص تاسع لكل خيمة، بحسب الشروط والقوانين الجديدة.
لا يريدون أن يأتي شخص إضافي، لكن إذا رفضوا ذلك الشخص التاسع فسينام في الخارج، وهم لا يريدون ذلك أيضاً.
وتحدث مهدي عن الطعام وقال إنه سيء، فالأرز الذي يأتي قاس كالحجارة، إذا وضعته للكلب لن يأكله، لذلك عليهم أن يحاولوا إعادة تحضير الطعام بأنفسهم.
مشينا باتجاه مبنى مسيج بشكل كثيف، إنه مركز التسجيل، يمتلئ هذا المكان بالأشخاص في النهار، هنا تتم مقابلة اللاجئين والاستماع لهم مرتين مع هيئة الهجرة، بعدها يقرر فيما إذا كانت ستتم إعادتهم إلى تركيا، أو نقلهم إلى أوروبا، بحسب مهدي.
وأضاف مهدي: ستة أشهر بعد وصولي إلى ليسبوس، استطعت الحصول على أحد لأتحدث معه، خرجت ومعي أول موعد، والذي كان بعد شهرين، لكن بعد أسبوعين من الموعد، تبين أنهم قد أضاعوا تقرير المقابلة، تمت مقابلتي ثلاث مرات، وقد ضاع اثنان منها، ليس لديهم نظام، إنها فوضى.
وتعمل منظمة خيرية هولندية في المخيم، حيث تقدم خدمات طبية ونفسية، وقد واجهت طبيبتان أكثر أنواع الأعراض صعوبة.
وقالت الطبيبتان: الأمراض كالإنفلونزا تنتشر بسبب وجود الكثير من الأشخاص بالقرب من بعضهم، لكننا نرى حالات نفسية كثيرة، كثير من الأشخاص الموجودين في المخيم مروا بالعنف الناتج عن الحرب، يعانون من الصدمة والخوف، ولأن الوضع هنا يبشر بمستقبل مجهول، فإن العديد من الأشخاص هنا انتحاريون.
يتابع المراسل: أخذني مهدي إلى مكان، وأشار إليه وقال إنه القسم B، حيث كان مخصصاً للسجن، والحراسة عليه مشددة، الأشخاص الذين يتم رفض لجوئهم يتم وضعهم هناك ليتم لاحقاً ترحيلهم، كما يتم وضع الأشخاص ذوي المشاكل الصغيرة، فمثلاً إذا تشاجرت مع أحد ما، سيتم وضعك هناك وسيتم ترحيلك، حينها انتهى أمرك، يتم ترحيلك إلى تركيا، ومن يعرف بعدها إلى أين، لكن في جميع الحالات ليس إلى أوروبا.
وقال متحدث من وزارة الهجرة اليونانية، إن المخيم مخصص لألفي شخص، وليس لأربعة آلاف، وفي ظل وجود 4500 شخص، فستكون الظروف سيئة بكل تأكيد.
الإعلانات